الشهيد الحافظ، 31 ماي 2025 – تحل الذكرى التاسعة لرحيل الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز، القائد الذي نقش اسمه في ذاكرة الشعب الصحراوي بصفته رائداً للتحرر الوطني وباني أسس الدولة الصحراوية الحديثة، في وقت تمر فيه القضية الصحراوية بمنعطف حاسم يعيد إلى الواجهة قيمه ومبادئه التي رسخها طيلة أربعة عقود من النضال.

امتاز الرئيس الشهيد بحنكة عسكرية فريدة، إذ تولى قيادة الجبهات في الشمال وقاد معارك فاصلة ضد الجيش المغربي، وأسهم في بناء جيش تحرير شعبي صار نموذجًا يُدرس في المدارس العسكرية الدولية. كما رسّخ أسس الدولة من خلال تعزيز مؤسسات التعليم والصحة والعدالة.
استراتيجية الكرامة والدبلوماسية
لم يقتصر دوره على ميادين القتال، بل كان رجل حوار بامتياز، خاض مفاوضات مع المغرب في عدة محطات رغم المراوغات، وكان أحد مهندسي خطة التسوية المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية. وفي قلب المعركة القانونية، أيقن مبكرًا ضرورة فضح النهب المغربي للثروات أمام محاكم أوروبا، مدركًا أن النصر لا يكون بالسلاح فقط بل أيضًا بالقانون والدبلوماسية.
بُعد إنساني وقرب شعبي
كان محمد عبد العزيز مناصرًا لقضايا المرأة والشباب، حريصًا على إشراكهم في الحياة السياسية والعسكرية، مؤمنًا بأن الجماهير هي صمام الأمان لمستقبل الدولة الصحراوية. حرص على فتح أبواب مكتبه أمام الوفود القادمة من الأراضي المحتلة والشتات، مشرفًا على تنظيم النضال السلمي، وداعمًا للمعتقلين السياسيين.
حضور أبدي رغم الغياب
خلال فترة حكمه، حصلت الجمهورية الصحراوية على عضوية كاملة في منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1984، وانتُخب نائبًا لرئيسها مرتين. وظل يشدد في خطاباته أن “السلم خيار استراتيجي، لكن دون التخلي عن الحق”، مذكّرًا بأهمية الصبر وطول النفس في نضالات الشعوب.