“من الظل إلى النار: دور المخابرات المغربية في تشكيل التنظيمات الارهابية ؟”

تيرس نيوز

لاخفاء علاقة المخابرات المغربية بالتنظيمات الارهابية يناور المغرب ويصور نفسه انه يُقدَّم دوليًا كنموذج ناجح في مكافحة الإرهاب، خصوصًا بعد تأسيس المكتب المركزي للأبحاث القضائية (BCIJ) سنة 2015، فإن الكثير من الأسئلة ما زالت تُطرح حول الدور الغامض لبعض أجهزته الأمنية، خاصة في العقدين الأخيرين، في تفريخ أو توجيه بعض العناصر الارهابية خارج حدوده.

1. جذور الشك: لماذا يُطرح هذا السؤال؟ عدد كبير من الارهابيين المغاربة ظهر فجأة في بؤر التوتر الدولية: سوريا، العراق، ليبيا، الساحل، وأوروبا… بعضهم امتلك جوازات سفر رسمية، وتحرك بسهولة عبر المطارات. تقارير أوروبية، خاصة إسبانية وبلجيكية، تحدثت عن “اختراق استخباراتي” محتمل داخل خلايا متطرفة

2. ما قبل داعش: سنوات التوظيف غير المباشر خلال حرب أفغانستان، سمحت أجهزة مخابرات عربية، بما فيها المغربية، بتسهيل رحيل الجهاديين نحو كابول، لتفريغ السجون أو التخلص من “العبء الأمني الداخلي”. عدد من المغاربة سافروا بترتيب مباشر أو بغضّ طرف من الأجهزة، تحت شعار “فليقتلوا هناك بدل أن يفجروا هنا”. هذه السياسة، التي انتهجتها عدة أنظمة، خلقت نواة أولى لارهابيين تلقوا تدريبًا وقتالًا في بيئات خارجية ثم عادوا لاحقًا.

3. تفجيرات الدار البيضاء 2003: بداية الانكشاف بعد التفجيرات، ظهر أن عددًا من المنفذين كانوا: تحت المراقبة الأمنية مسبقًا. سجنوا وأطلق سراحهم دون مبرر قانوني واضح. ينشطون في أوساط سلفية دعوية “مخترقة” من طرف المخبرين. هنا بدأت الشكوك تزداد حول ما إذا كان هناك فشل استخباراتي أم تلاعب أمني بهذه الخلايا.

4. العلاقة بـ”داعش” و”القاعدة”: بين التجاهل والتوجيه أبو البراء المغربي وأبو سليمان المغربي، قياديان في داعش، سافرا دون عوائق، رغم أنهما كانا معروفين للأمن المعربي . العديد من مقاتلي داعش المغاربة كانوا على لوائح المخابرات منذ تفجيرات مدريد 2004، لكن لم يتم توقيفهم في المغرب.

5. اتهامات أوروبية إسبانيا وبلجيكا عبرتا رسميًا في تقارير داخلية عن قلقهما من أن المغرب: لم يوقف بعض المشتبه بهم رغم تحذيرات متكررة. ربما يستخدم بعض الجهاديين كورقة سياسية ضد أوروبا أو الجزائر. القضية الأبرز: عبد الحميد أباعود، العقل المدبر لهجمات باريس 2015، من أصول مغربية، معروف للأمن المغربي، لكنه تحرك بحرية بين سوريا وبلجيكا.

6. فرضيات التوظيف الاستخباراتي عدة تقارير واستخبارات أجنبية طرحت فرضية أن: بعض الجهاديين المغاربة تم “تركهم يخرجون” كوسيلة لـ: تفريغ الاحتقان الداخلي. اختراق التنظيمات من الداخل. بناء “شبكات معلومات” غير رسمية. لكن هذا التوجه له آثار جانبية خطيرة، لأنه يخلق وحوشًا أمنية خارج السيطرة.

ان منارورة المخابرات المعربية بخلق استراتيجية مضادة ,بعد ان ساهمت في تأسيس العديد من التنظيمات الإرهابية، لكن الوقائع تشير إلى: تراخٍ، تغاضٍ، أو توظيف مزدوج لبعض المتطرفين. هذا التوظيفسياتي يوماسينقلب على صانعيه، مع صعود داعش وخلايا أوروبا. الملف لا يزال مفتوحًا، والوثائق السرية، إن كُشفت يومًا، قد ترسم خريطة مغايرة لدور بعض الأجهزة الامنية المغربية، في تشكل الجهاد العابر للحدود.