الإرهابيون المغاربة: الأعداد، والمواقع القيادية داخل التنظيمات المتطرفة.

تيرس نيوز

Updated on:

رغم الطابع السلمي الغالب على المجتمع المغربي، فقد برز عدد من المغاربة في صفوف التنظيمات الإرهابية الدولية، منذ اندلاع ما سُمِّي بـ”الربيع العربي” وتفجر النزاعات في سوريا والعراق، مرورا بمنطقة الساحل الإفريقي، وصولًا إلى قلب العواصم الأوروبية.

عدد الإرهابيين المغاربة في الخارج تشير تقديرات صادرة عن مراكز أبحاث أمنية واستخباراتية، مثل The Soufan Group ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، إلى أن عدد المغاربة الذين التحقوا بالتنظيمات الإرهابية (منذ 2012 حتى حدود 2020) يتراوح بين:

1600 و2000 مغربي أغلبهم التحقوا بتنظيم داعش في سوريا والعراق، والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، إلى جانب جماعات تنشط في ليبيا ومنطقة الساحل.

التوزيع الجغرافي للمقاتلين المغاربة سوريا والعراق: أكثر من 60% من المغاربة المقاتلين التحقوا بجماعات تنشط في هذه الجبهة، خاصة تنظيم “داعش”. ليبيا: تحولت إلى محطة عبور وتجنيد رئيسية بعد 2014، خاصة في مناطق سرت ودرنة. منطقة الساحل (مالي، النيجر، بوركينا فاسو): سجلت حضورًا متزايدًا للمغاربة ضمن جماعات مثل “نصرة الإسلام والمسلمين” و”داعش في الصحراء الكبرى”. أوروبا: شكلت أرضية لعمليات إرهابية كبرى، تورط فيها مهاجرون من أصول مغربية.

الأدوار القيادية للمغاربة داخل التنظيمات الإرهابية رغم أن معظم المغاربة كانوا في صفوف المقاتلين، فقد تبوأ بعضهم مواقع قيادية، خاصة في “داعش”، ومن بينهم: أبو سليمان المغربي: أحد أبرز “الشرعيين” في تنظيم داعش. أبو البراء المغربي: قيادي ميداني في معارك العراق. عبد الحميد أباعود (بلجيكي من أصول مغربية): العقل المدبر لهجمات باريس 2015. كما تولى مغاربة مهام في ما يُعرف بـ”ديوان الحسبة” (الشرطة الدينية)، والتجنيد الإعلامي والدعائي داخل التنظيمات.

العائدون إلى المغرب وفق معطيات رسمية مغربية: أكثر من 300 مقاتل مغربي عادوا من مناطق النزاع، أغلبهم من سوريا والعراق. تم توقيف ومحاكمة عدد كبير منهم بموجب قانون مكافحة الإرهاب. المغرب أطلق برامج خاصة لإعادة الإدماج ومراقبة العائدين، تحت إشراف المكتب المركزي للأبحاث القضائية (BCIJ).

في أوروبا: أبناء الجالية المغربية على الرادار لم يكن الداخل المغربي هو المصدر الوحيد للمقاتلين، بل لعبت الجاليات المغربية في أوروبا دورًا أساسيًا في تغذية التنظيمات الإرهابية، خصوصًا في: بلجيكا: حيث كانت أحياء مثل “مولنبيك” مركزًا رئيسيًا لتجنيد وتخطيط عمليات إرهابية. فرنسا وإسبانيا: تم الكشف عن خلايا إرهابية يقودها أو تضم أفرادًا من أصول مغربية.

خلاصة المقاتلون المغاربة شكّلوا رقمًا فاعلًا داخل التنظيمات الإرهابية، خاصة تنظيم داعش، سواء من داخل المغرب أو عبر الجاليات في أوروبا. ومع أن بعضهم وصل إلى مراتب قيادية، فإن التجربة المغربية في الوقاية، والرصد، وإعادة الإدماج تظل نموذجًا إقليميًا يُحتذى به في مكافحة الإرهاب.