في ظل عالمٍ يزداد اضطرابًا، برزت الجزائر كصوت عقلاني وفاعل إقليمي لا غنى عنه، وفقًا لتقرير جديد صادر عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الذي رسم ملامح شراكة استراتيجية واعدة بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية.
التقرير، الذي حمل عنوانًا لافتًا “صوت ينبغي اتباعه في سياق الحركيات العالمية المتغيّرة”، دعا صُنّاع القرار في واشنطن إلى اغتنام الفرصة لتعزيز التعاون مع الجزائر، باعتبارها قوة دبلوماسية ذات خبرة واسعة في الوساطة الإقليمية، وبلدًا غنيًا بالموارد الطبيعية والطاقات الشبابية الواعدة.
ويرى المعهد أن تنامي التهديدات في منطقة الساحل يمنح الجزائر موقعًا مثاليًا لدور محوري في جهود السلم والأمن، خصوصًا في مجال مكافحة الإرهاب، حيث راكمت الجزائر خبرات مهمة تُشكّل أساسًا لتعاون أمني وثيق مع الولايات المتحدة، يشمل تبادل المعلومات والتدريب والعمليات المشتركة.ولم يُغفل التقرير الجوانب الاقتصادية والثقافية، مُبرزًا فرص التعاون في قطاعات الفلاحة والصحة والمناجم والصناعات الغذائية، فضلًا عن دعم جهود الجزائر لتنويع اقتصادها خارج المحروقات.
كما سلّط الضوء على رغبة الجزائر في تعزيز تعليم اللغة الإنجليزية، في سياق انفتاحها المتزايد على العالم، ما يفتح الباب لتوسيع التبادلات الأكاديمية والثقافية مع واشنطن.
رسالة تتجاوز التهنئة
بمناسبة الذكرى الـ63 لاستقلال الجزائر، بعث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رسالة تهنئة إلى الرئيس عبد المجيد تبون، عبّر فيها عن “الشراكة المستدامة” بين البلدين، مؤكّدا على أهمية التعاون في مجالات الأمن، وتأمين الحدود، والفرص التجارية والثقافية.
وقال ترامب: “لقد حققنا معا إنجازات لصالح الاستقرار الإقليمي، ومجهودات في مجال مكافحة الإرهاب، وأخرى من أجل تأمين الحدود، لفائدة أمننا المشترك وعلاقاتنا الاقتصادية”، واعتبر أن التعاون بين البلدين اليوم هو في مرحلة “خلق مستقبل أكثر ازدهارا للأمريكيين كما للجزائريين”.
كما أكد في رسالته طموحه بتواصل الازدهار بالعلاقات الثنائية، وعلى وجه الخصوص في المجالات التجارية والمبادلات الثقافية، مشيرا إلى إمكانية “رسم معالم مستقبل أكثر إشعاعا للبلدين”.Play
ومع بداية العهدة الجديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شهدت العلاقات الجزائرية الأمريكية توقيع مذكرة تفاهم في مجال التعاون العسكري بين الجزائر والقيادة الأمريكية لأفريقيا “أفريكوم”، إلى جانب توافد كبار مسؤولي شركات الطاقة الأميركية مثل “إكسون موبيل” و”شيفرون” إلى الجزائر في الأيام الماضية.