علينا أن نتأكد ونسلم جميعا بأنه لو كانت للولايات المتحدة الأمريكية,التي دعمت تدعم الاحتلال المغربي على مدى 50 سنة، قدرة على تسليم الصحراء الغربية للمغرب على طبق من ذهب لفعلت منذ 1975 وحتى اليوم.
ومن ذات المنطلق يجب أيضا أن نتأكد أنه لو كان لفرنسا، التي تدعم احتلال المغربي، وتمثله في مجلس الأمن وتحول دون معاقبته، وتدفع نحو تقوية مكانته، وتمارس عليه سلطة الحماية، قدرة على تسليم الصحراء الغربية للمغرب على طبق من ذهب لفعلت منذ 1975 وحتى اليوم.
وبالمنطق نفسه يجب أن نتأكد أن إسبانيا لو استطاعت يوما منذ 1969 أن تسلم الصحراء الغربية للمغرب لفعلت وأنهت الأمر.
فلا دعم هذه القوى ولا دعم الكيان الصهيوني الذي لم يغب يوما ولا دعم دول الخليج التي تعتبر المغرب عضوا بما يسمى مجلس التعاون الخليجي ولا دعم دول أفريقيا الفرنكوفونية نفع أو سينفع.
وما عودة الدبلوماسيين الصعاليك المغاربة إلى البلطجة والأساليب الهمجية، ومنها سرقة العلم الوطني الصحراوي مؤخرا بمالابو، أو قبل ذلك اختطاف اللافتة التي تحمل اسم الجمهورية الصحراوية في اليابان إلا دليلا على أن لا شيء حسم وان المغرب وحلفاء المغرب لم يحققوا أي شيء؛ لأن الشعب الصحراوي وحده هو السيد وهو الذي يقرر مدعوما بالقانون الدولي والشعرية الدولية وقرارات الأمم المتحدة وأحكامه محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي وأحكام محكمة حقوق الإنسان والشعوب الأفريقية.
وعلى اللذين يهللون اليوم بنصر وهمي للمحتل باعتراف حزب حديث النشأة من الشقيقة جنوب إفريقيا بالمقترح المغربي أن يعرفوا أيضا بأن أربعة أحزاب من فرنسا (حزب حركة “فرنسا الأبية والحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي الفرنسي والخضر) الحليف الاستراتيجي وحامية النظام المغربي تدعم حق الشعب الصحراوي في تصفية الاستعمار، وتطالب باحترام الشرعية الدولية، وتدين موقف الحكومة الفرنسية إزاء تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة إفريقية.
على اللذين يهللون اليوم بنصر وهمي للمحتل باعتراف حزب حديث النشأة من الشقيقة جنوب إفريقيا بالمقترح المغربي أن يعرفوا أيضا أن الحزب الشعبي الإسباني القوي في إسبانيا التي تدعم المغرب يتمسك بالشرعية الدولية والقانون الدولي، ويدافع عن حق شعبنا في تصفية الاستعمار.
علينا أن نسلم بأن الوحيد والأوحد الذي يمكنه أن يجعل الصحراويين أحرارا، مكرمين ومعززين وسادة فوق وطنهم يتمتعون بثروات وخيرات بلدهم، ويجعل من الصحراء الغربية دولة قائمة حرة ومستقلة وسيدة هو العشب الصحراوي.
وعلينا أن نسلم بأن الوحيد والأوحد الذي يمكنه أن يجعل الصحراوين عبيدا، أذلاء، خانعين، خاضعين، مشتتين، مشريدن، مهانين ويعجل من الصحراء الغربية امتدادا لتراب بلد ثاني أو ثالث أو رابع، أو يقسمها ثنائية أو ثلاثية أو رباعية أو خماسية هو الشعب الصحراوي.
وهذا يعني أن مصير الشعب الصحراوي ومصير الصحراء الغربية هو في يد الشعب الصحراوي والشعب الصحراوي وحده ولا أحد غيره، وما دام الشعب الصحراوي موجوداً وموحداً ومنظم في إطار تنظيمه السياسي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ويقاوم، مهما كانت درجة تلك المقاومة حتى ولو كانت بسيطة، فإن الأمر سيبقى قائما، ولن يحسم إلا بإرادته.
لكن الحرب سجال والحرب معارك وواجهات، ولا يمكن أن نعتمد على المنطق والوضع القائم الحالي الذي يمكن أن يتغير في أية لحظة، وأساسا مواقف الدول، والتي يجب أن نعي جيدا أنها لا تبنى على العاطفة والأهواء والمثل والقيم غير الموجودة أصلا في العلاقات الدولية المبنية كلية على المصالح العليا لكل بلد، والمواقف تتخذ على أساس دراسات من خبراء ومختصين.
فالعلاقات مع الدول أصناف
– الحليف الاستراتيجي وهذا يربط علاقاته بك بالوجودية والتحدي وتدخل علاقاته به في خانة الأمن القومي والمصالح العليا للبلد.
– الحليف العادي وهذا يدعمك لمصلحة حالية في وجودك أو مصلحة أو مصالح حالية مع حلفائه، أو يراهن على مصالح مستقبلية على أساس ثقة بنضالك وفي مستقبلك.
– دولة مؤيدة لحقوقك وهي حسب الوضع إما تستفيد حاليا من وضعك، أو من علاقاتك، أو من حلفائك، أو تراهن على وضعك المستقبلي على أساس ثقته بكفاحه ونتائجه.
هذه الدول تعي جيدا أنها تراهن عليك، وعلى كفاح ومستقبلك، وأن موقفها إلى جانبك هو خسارة لمصالحها مع الطرف الآخر ومع حلفائه، يعني أن الذي يؤيد حق شعبنا في تصفي الاستعمار والحرية واستقلال خسر مصالح كان ليحققها مع المحتل المغربي وحلفاء المغرب الاستراتيجيين.
يعني أن كل هذه المواقف ليست بالضرورة ثابتة، عدا مواقف الحلفاء الاستراتيجيين، يعني أن باقي المواقف في حالة وجدت مصالح أقوى مع الطرف الآخر، أو شكت في ضعف المقاومة أو اختلال مسار الكفاح الذي راهنت عليه، فقد تتغير لتصبح مع الطرف الآخر، ومن هذا المنطق علينا ضمان الأسس التي عليها بنت الدول مواقفها لصالحنا، وراهنت على أساسها علينا مقابل خسارة مصالحها مع الطرف الآخر.
من هذا المنطلق علينا أن نرفع من مستوى الكفاح الوطني، ونصعد في مستوى الفعل الوطني، ونقف عند التزاماتنا وشعاراتنا، ونعمل على كافة الساحات والأوجه والمعارك التي تتطلبها حرب التحرير الوطنية الشاملة.
فالرد على شطحات دولة الاحتلال المغربية واصطيادها بمال المخدرات والدعارة لسياسيين ودول لكسب مواقف حتى ولو كانت ظرفية لتسجيل نقاط حتى ولو كانت فقط للتأثير في معنويات الصحراويين في إطار الحرب النفسية التي تستهدف قوته الذاتية ووحدته وممثله الشرعي ونظافة كفاحه، يتطلب عملا مدروسا وهادفا بعيداً من الارتجالية والعشوائية.
1- على المستوى الداخلي
لا بد من تفعيل القرارات المتخذة، وفي مقدمتها قرارات الأمانة الوطنية الصادرة في دورتها شهر فبراير 2021 ومخرجات المؤتمر السادس عشر للجبهة والرفع من مستوى الوضع الأمني وخلق الظروف الملائمة لتصعيد القتال وتأمين مقومات الصمود، وهو ما يتطلب إيجاد خطة استنفار عامة وشاملة وإعلان حالة طواري تساهم في إعادة ترتيب الوضع العام لتكيف الأوضاع مع وضعية الحرب بشكل عملي وفعال.
2- عسكريا
تمر اليوم خمس سنوات على استئناف الكفاح المسلح، والمطلوب التصعيد ورفع مستوى الحرب وتوسيع ساحتها وتغيير نمطها، فقوات الحكومة المالية وحدات فاغنر تتوقف على الأسلحة المتطورة، وعلى المسيرات وعلى كل أساليب الحرب الحديثة،لكن وحدات أزواد حققت مكاسب قوية وبسرعة ونحن أقوى، ونتوفر على إمكانيات أكثر وأقوى من التي تتوفر عليها وحات أزواد.
فالرجال الذي صنعوا الملاحم، وهزموا النظام المغربي وحلفاءه في الحرب، وأرغموهم على توقيع اتفاقيات مخطط التسوية الأممي أغلبهم لا يزال حيا يرزق والصحراويات لم يعجزن عن إنجاب أبطال جدد من أبناء الشهداء وضحايا الحرب الشجعان الأبطال الميامين.
3- على مستوى الأرض المحتلةلا بد من إعادة النظر في وضع الصحراويين من محاميد الغزلان إلى لكويرة فغير مبرر أن الذين خرجوا في تلك المظاهرات القوية في 21 ماي 2005، وصنعوا ملحمة أكديم إيزيك و ووقفوا بجرأة يرددون نشيد الحديد والنار بعاصمة المحتل على بعد أمتار من قصر الطاغية، وووقفوا بمراكش وبأكادير، وخرجوا في مظاهرة الاستقلال في 4 ماي 2013 لا يزالون أحياء يرزقون بمحاميد الغزلان واسا والزاك واكليميم وافني ولكصابي والطنطان والعيون والسمارة وبوجدور والداخلة فاين اختفوا خصوصا أن الحرب التي كانوا يتمنونها قامت ولن تتوقف ودورهم أساسي وفاعل جدا في تحقيق التكاملية المطلوبة بين الجبهتين؛ مما يقوي وسائل الضغط على العدو، ويصنع الفارق المطلوب لتحقيق النصر ولماذا توقف زيارات المراقبين الدوليين والصحفيين والحقوقيين للمناطق المحتلة واين دور التنظيمات التضامنية الحقوقية؟
4- دبلوماسيا
لا بد من تقوية التحالفات وتوظيفها، وفي المرحلة الحالية وأقوى رد على موقف حزب جاكوب زوما هو الإسراع في توقيع اتفاقيات دفاع مشترك مع حلفائنا لقطع الطريق أمام أي تحريف أو اصطياد لمواقف جماعية أو انفرادية وأساسا مع جنوب أفريقيا وكينيا ونيجيريا وكوبا فنزويلا المكسيك في مرحلة أولى، فمن الذي يعطي الحق للمحتل في توقيع معاهدات واتفاقيات دفاع مشترك مع حلفائه ويمنعنا نحن.
ثم لماذا تركنا قرار مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي الصادر في 9 مارس 2021 في أدراج الاتحاد الأفريقي؟ ولماذا تركنا قرارات القمة الاستثنائية الرابعة عشر للاتحاد الأفريقي في أدراج مكاتب الاتحاد الأفريقي؟ ولماذا لا نفعل دول لجنة الترويكا ودور المبعوث السامي للاتحاد الإفريقي ولماذا نترك هذه المكاسب يعبث بها كتاب مرتشين بادراة مفوضية الاتحاد.
5- على مستوى المعركة القانونية
ماذا ننتظر لتفعيل أحكام محكمة العدل العليا التابعة للاتحاد الأوروبي الصادرة في 4 أكتوبر 2024 ولماذا لا نرفع شكاوى ضد إسبانيا لنرغمها على تحمل مسؤوليتها والتزام بحكم محكمتها العليا الصادر شهر يوليو 2014، ونرفع شكاوى بفرنسا وبشخص الرئيس الفرنسي على موقفه ولماذا لا نفعل القضاء في محاكمة مراكز الدراسات الوهمية والشخصيات السياسية والإعلامية الممولة من المخابرات المغربية التي تتهمنا بالباطل، وتعمل على تشويه نضالنا.
ماذا ننتظر لتفعيل حكم محكمة حقوق الإنسان والشعوب الإفريقية الصادر في 22 سبتمبر 2022 وتحريك المحكمة الإفريقية ضد الدول التي تدعم الاحتلال وتفتح قنصليات، وتتموقف على عكس حكم المحكمة.
ولماذا لا نفكر في فتح معارك قانونية في مناطق أخرى، مثلا في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها
محمد سالم احمد لعبيد