تناقضات زمننا: بين التنظير والتطبيق في قضية الصحراء الغربية.

تيرس نيوز

أغرب المفارقات التي نعيشها اليوم، أن نرى أفرادًا يتغنون بأفكار نبيلة ومشاريع إصلاحية، بينما هم أبعد ما يكونون عن تطبيقها في حياتهم أو حتى السير في طريقها. هذا التناقض يزداد وضوحًا وإثارة للدهشة عندما يتعلق الأمر بقضايا مصيرية كقضيتنا الصحراء الغربية.

نلاحظ مؤخرًا كثرة الحديث والكتابة عن القيادة الصحراوية وسياساتها، من قِبل أشخاص يبدو أنهم لا يمتلكون أدنى فكرة عن تعقيدات السياسة أو خفايها. هل يعتقد هؤلاء أن السياسة مجرد آراء عابرة أو أفكار ملهمة خطرت لهم في لحظة؟ هل هو مجرد رغبة في إشراك الذات فيما لا يفقون عنه شيئًا، مستمدين أفكارهم من منظور محدود لا يلامس الواقع؟ إن السياسة، يا سادة، ليست مجرد كلمات تُكتب أو تُقال. إنها علم وفن، تتطلب فهمًا عميقًا للتاريخ والجغرافيا، إدراكًا للعلاقات الدولية وتوازنات القوى، وقبل كل شيء، خبرة عملية في التعامل مع الملفات الحساسة. عندما يتحدث أحدهم عن “سياسة الدولة الصحراوية”، فهل هو مدرك تمامًا لأبعاد هذا الطرح؟ هل لديه أدنى معرفة بالجهود الدبلوماسية المبذولة، بالتضحيات المقدمة، وبالواقع المعقد على الأرض؟

إن الانخراط في قضايا بهذه الأهمية يتطلب أكثر من مجرد “نية حسنة” أو “فكرة طارئة”. يتطلب مسؤولية والتزامًا حقيقيين. نصيحة صادقة لكل من يرغب في تقديم شيء حقيقي لأهل الصحراء الغربية: التحق بالصفوف الأمامية. انضم إلى من يعملون بجد وتفانٍ على الأرض، سواء في المحافل الدبلوماسية، أو في العمل المدني، أو في أي مجال يخدم القضية بشكل فعلي وملموس.

أما إذا لم تكن مستعدًا لهذا الالتزام، فكفنا شر صوتك على مواقع التواصل الاجتماعي. فالقضية أكبر من أن تُختزل في منشورات عابرة أو تحليلات سطحية. إنها قضية وجود، قضية كرامة، قضية تتطلب تكاتف الجهود المخلصة والعمل الجاد، لا التنظير من وراء الشاشات. لأجل الوطن، أو الشهادة، هذا هو الخيار. فلتكن أقوالنا مطابقة لأفعالنا، ولتكن جهودنا موجهة نحو تحقيق الهدف الأسمى: استعادة ارضنا المغتصبة وبناء مستقبل أفضل.

تقبلوا تحياتي الخير محمد #الصحراء_الغربية

🇪🇭