ترجمة المقال: Santa Cruz Sentinel. تاريخ النشر: 10 يوليوز 2025 بقلم : ستيفن زونس
يدعم نائبنا الأمريكي جيمي بانيتا، الديمقراطي عن كارميل، مبادرةً أخرى مثيرةً للجدل في السياسة الخارجية من قِبل زملائه الجمهوريين. إلى جانب النائب اليميني المتطرف جو ويلسون (الديمقراطي عن ساوث كارولينا)، يُعدّ بانيتا الشريك الرئيسي في رعاية مشروع قانون يُصنّف جبهة البوليساريو، الحكومة المعترف بها للصحراء الغربية، منظمةً إرهابية أجنبية. مع ذلك، خلال خمسين عامًا من المقاومة ضد قوات الاحتلال المغربي، لم تُرتكب جبهة البوليساريو أي أعمال إرهابية. ولا مرة واحدة. بل إنها صادقت رسميًا على اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها، وهي طرف في اتفاقية الاتحاد الأفريقي لمكافحة الإرهاب.
تعترف الأمم المتحدة بجبهة البوليساريو كممثل شرعي لشعب الصحراء الغربية، ويعترف الاتحاد الأفريقي بالصحراء الغربية كدولة كاملة العضوية. ولا تُصنّف هذه الأخيرة، ولا أي كيان قانوني دولي موثوق آخر، جبهة البوليساريو كجماعة إرهابية. حاول أنصار النظام الملكي المغربي الاستبدادي ربط جبهة البوليساريو – وهي حركة تحرير ديمقراطية علمانية ذات توجه يساري معتدل تحكم سكانًا من المسلمين السنة – بالإسلاميين الشيعة الرجعيين مثل حزب الله والنظام الإيراني. ليس هذا الأمر مثيرًا للسخرية في ظاهره فحسب، بل إن وزارة الخارجية الأمريكية لم تجد أي مؤشر على تبني جبهة البوليساريو لمثل هذه الأيديولوجيات المتطرفة. حتى مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، أحد أشد منتقدي إيران ووكلائها تشددًا، أشار مؤخرًا إلى أن مزاعم النفوذ الإيراني على جبهة البوليساريو “بلا دليل”.
بصفتي شخصًا زار مخيمات اللاجئين مرتين، أستطيع أن أؤكد روايات مسؤولين أمريكيين، بمن فيهم السيناتور الراحل جيمس إنهوف (جمهوري عن ولاية أوكلاهوما)، الذين أشادوا بتسامح البوليساريو الديني وانفتاحها. وقد رحبوا بمنظمات الإغاثة الدولية، بما فيها المنظمات غير الحكومية المسيحية الأمريكية، لتقديم التعليم والإغاثة الإنسانية. ويُجريون انتخابات تنافسية منتظمة لاختيار رئيسهم وبرلمانهم. وتُمنح النساء حقوقًا متساوية، ويشغلن مناصب قيادية سياسية. كما هو الحال مع ضم روسيا وإسرائيل لأراضٍ مجاورة، يُعد ضم المغرب للصحراء الغربية عام 1975 انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، الذي يحظر على الدول توسيع أراضيها بالقوة. ما دام المدنيون غير مستهدفين، فإن مقاومة شعبٍ لاحتلالٍ أجنبيٍّ عدوانيٍّ ليست إرهابًا. رفضت الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية والاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى إجماعٍ واسعٍ من خبراء القانون الدوليين الذين يعتبرون المنطقة إقليمًا غير متمتعٍ بالحكم الذاتي، مطالبة المغرب بالصحراء الغربية، واعتبارها إقليمًا غير متمتعٍ بالحكم الذاتي، ويجب السماح له بتقرير مصيره. وعلى عكس المناطق الخاضعة لسيطرة جبهة البوليساريو، يعاني سكان الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية من قمعٍ وحشي.
وقد وثّقت هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية ومنظمات حقوق إنسان أخرى مرموقة قمعًا واسع النطاق للنشطاء السلميين المؤيدين للاستقلال على يد قوات الاحتلال المغربي، بما في ذلك التعذيب والضرب والاحتجاز دون محاكمة والقتل خارج نطاق القضاء.
إذا نجح بانيتا في مساعيه لتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية، فسيُعرّض ذلك عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، والتي تدعمها الولايات المتحدة، للخطر. ولن يكون بإمكان المسؤولين الأمريكيين المشاركة في المفاوضات إذا صُنّف أحد الطرفين كمنظمة إرهابية. علاوة على ذلك، لن يتمكن 170 ألف مدني صحراوي يعيشون في مخيمات اللاجئين الخاضعة لسيطرة البوليساريو من تلقي الكثير من المساعدات الإنسانية التي هم في أمسّ الحاجة إليها. وإذا صُنّفت البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية، فسيُجرّم ذلك العديد من التفاعلات والمعاملات التي يعتمد عليها اللاجئون للبقاء على قيد الحياة في بيئتهم الصحراوية القاسية.
إن اتهامات بانيتا الكاذبة بالإرهاب تُقوّض الكفاح ضد التهديدات الإرهابية الحقيقية. كما أن دعمه للاحتلال المغربي القمعي وجهوده الساخرة لنزع الشرعية عن حق الصحراء الغربية في تقرير المصير تُثير مجددًا تساؤلات جدية حول التزامه بحقوق الإنسان والقانون الدولي. ستيفن زونيس، المقيم في سانتا كروز، هو أستاذ العلوم السياسية ومدير الدراسات الشرق أوسطية في جامعة سان فرانسيسكو.
ستيفن زونس باحث علاقات دولية أمريكي متخصص في سياسات الشرق الأوسط، والسياسة الخارجية الأمريكية، والعمل الاستراتيجي اللاعنفي. وهو معروف دوليا بأنه منتقد رئيسي لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وخاصة تحت إدارة جورج دبليو بوش، ومحلل حالات العصيان المدني اللاعنفي ضد الأنظمة الاستبدادية