إنسانية المخزن … دموع انتقائية

تيرس نيوز

يبدو أن إنسانية المخزن لا تستيقظ إلا عندما يقرر هو ذلك، وبالقدر الذي يخدم صورته السياسية. مشهد السماح للناشط الريفي ناصر الزفزافي بحضور جنازة والده المرحوم أحمد الزفزافي، والذي غرق الإعلام المغربي في تضخيمه وتلميعه، ليس أكثر من مسرحية إنسانية قصيرة الأجل. ففي الجهة الأخرى من البلاد، يقبع أكثر من ستة معتقلين سياسيين صحراويين، بعضهم فقد والده، وآخر فقد والدته، ولم يُمنح أي منهم حتى فرصة إلقاء نظرة وداع أخيرة نذكر من بينهم :- والد المعتقل السياسي الحسين الزاوي

  • والد المعتقل السياسي النعمة الاسفاري
  • والدة المعتقل السياسي سيداحمد لمجيد
  • والد المعتقل السياسي البشير بوتنكيزة
  • والدة المعتقل السياسي حسان الداه
  • اخ المعتقل السياسي التوبالي

ولم يُمنح أي منهم حتى فرصة إلقاء نظرة وداع أخيرة. هؤلاء المعتقلون لم يُكتفَ بسجنهم، بل نُقلوا قسرًا إلى مسافات تتجاوز 1000 كيلومتر عن عائلاتهم، في ما يمكن وصفه بـ”العقاب المزدوج”: سجن للأجساد ونفي للمشاعر والأسر.

إن التباين الفاضح بين الحالتين يطرح سؤالًا جوهريًا: هل الإنسانية في المغرب تُمنح حسب البطاقة الجغرافية والانتماء السياسي؟ لماذا تُذرف الدموع أمام كاميرات الإعلام حين يتعلق الأمر بملف يُستثمر سياسياً في الريف، بينما تجف القلوب والعيون حين يكون الضحايا من الصحراويين؟ المخزن لم يفعل ذلك عبثًا، بل بعقلية انتقائية توظف “الرحمة” كأداة ضغط وورقة تجميل، بينما الحقيقة على الأرض تقول إن الصحراويين يتعرضون لـ سياسة ممنهجة من التهميش، والنقل القسري، والحرمان الأسري، فقط لأنهم طالبوا بحقوقهم الأساسية وحق تقرير مصيرهم.

هذه ليست حادثة معزولة، بل جزء من سلوك ثابت: يعاقب المعتقل وأسرته معًا، ليزرع الخوف في قلوب الجميع. يظهر التعاطف حيث يريد، ليكسب نقاطًا سياسية. ويتجاهل المأساة الحقيقية، حين تهدد سرديته في الصحراء الغربية. إن دموع المخزن ليست سوى دموع انتقائية، تُذرف أمام العدسات وتُحجب خلف القضبان