في مشهد يكشف حقيقة المشروع الاستعماري المغربي بالصحراء الغربية، أعلنت إحدى الصفحات المقربة من أجهزة الاحتلال أن عدد زوار المسابح الأربعة بمدينة العيون المحتلة تجاوز 150 ألف زائر في شهر غشت وحده. هذا الرقم ليس مجرد نشاط صيفي بريء، بل دليل حيّ على سياسة ممنهجة لإغراق الأرض الصحراوية بالمستوطنين المغاربة. فالسلطات المغربية، التي سبق أن ادّعت عبر مندوبية التخطيط أن سكان العيون والمدن التابعة لها لا يتجاوزون 450 ألف نسمة، تكذب نفسها اليوم بالأفعال.
إن هذا التدفق البشري الكثيف يعكس استراتيجية واضحة: تغيير البنية السكانية لصالح الاحتلال، وطمس الوجود الصحراوي الأ لم يعد الاحتلال المغربي يكتفي بجدار عازل وجيش مدجج بالسلاح، بل بات يستخدم الهجرة الداخلية، والإغراءات الاقتصادية، والمشاريع الترفيهية كأدوات استعمار حديثة، لتحويل الصحراء الغربية إلى مستوطنة كبرى يُقصى فيها أصحاب الأرض ويُهمَّش صوتهم.
إن هذه السياسة تمثل خرقًا صارخًا لكل المواثيق الدولية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف التي تجرّم نقل السكان المدنيين إلى الأراضي المحتلة. صمت المجتمع الدولي لم يعد مبرَّرًا، فكل يوم يمرّ يزيد من رسوخ الاحتلال الديمغرافي .