أعلن المكتب الفيدرالي للتحقيقات الجنائية بالنمسا، يوم الخميس، عن تفكيك شبكة إجرامية دولية متورطة في تفجير وسرقة أجهزة الصرّاف الآلي، حيث تم توقيف 14 شخصًا، معظمهم من أصل مغربي ويحملون الجنسية الهولندية، يُشتبه في ارتباطهم بعصابة “موكرو مافيا” المعروفة في هولندا. العملية الأمنية الواسعة، التي جرى تنفيذها بتنسيق مع السلطات في هولندا وألمانيا، جاءت بعد تسجيل أزيد من 26 محاولة سرقة استهدفت الصرّافات الآلية في النمسا منذ بداية السنة، 12 منها لم تُكلّل بالنجاح.
وحسب بلاغ رسمي صادر عن المكتب الفيدرالي، فقد مكّنت التحقيقات من تحديد هوية أكثر من 24 مشتبهاً فيه، فيما جرى اعتقال 14 منهم، إلى جانب تنفيذ 12 عملية تفتيش في النمسا وهولندا، أسفرت عن حجز 16 دراجة نارية وهواتف محمولة ومتفجرات ومخدرات، بالإضافة إلى مبلغ نقدي ناهز 39 ألف يورو. مدير المكتب، أندرياس هولزر، صرح بأن “التحقيقات المنسقة حققت نجاحات ملحوظة في وقت وجيز، لكن هذه مجرد البداية”، مؤكداً عزم السلطات على مواصلة مواجهة هذا النوع الخطير من الجريمة بحزم. من جانبها، أكدت نينا بوسيك، المدعية العامة الأولى في فيينا، أن النيابة العامة أصدرت منذ أكتوبر 2024 أزيد من 100 أمر في إطار هذا الملف، من بينها 40 أمرًا بالتنصت الهاتفي، بالإضافة إلى عمليات توقيف ومصادرة، مشيرة إلى أنه تم تحليل عدد كبير من آثار الحمض النووي.
وأشار البيان إلى أن تكرار حوادث سرقة الصرّافات الآلية دفع المكتب الفيدرالي إلى تشكيل فريق عمل خاص، تولى تتبع تفاصيل هذه الشبكة، حيث أوضح غيرهارد وينكلر، رئيس قسم التحقيقات بمكتب الشرطة الجنائية بفيينا، أن “مفتاح نجاح العملية الأمنية كان في الدمج بين أساليب التحقيق التقليدية، والمثابرة، والتنسيق الجيد محلياً ودولياً، إضافة إلى التعاون الوثيق مع النيابة العامة بفيينا”. وخلص البيان إلى أن العناصر الموقوفة تنحدر من أصول شمال إفريقية اغلبهم من المغرب ، ويحملون الجنسية الهولندية، ما يعكس طابع الشبكة العابر للحدود، ويؤكد في الوقت نفسه أهمية التعاون الدولي والتخطيط الاستراتيجي في التصدي للجرائم المنظمة.
Enter