في مشهد يليق بسيناريوهات العصابات وليس بقاعات المؤتمرات، أقدم الوفد المغربي في الاتحاد الإفريقي على نزع علم الجمهورية الصحراوية من منصة الاجتماع، في سلوك أقرب إلى أعمال “البلطجة الدبلوماسية” منه إلى أي ممارسة سياسية مسؤولة. لم يعد الاحتلال المغربي يكتفي بالدبلوماسية البرلمانية أو الاقتصادية، بل ابتكر لنا “الدبلوماسية البلطجية”: حيث تنوب الأيادي الطويلة عن الحُجج، وتُستبدل المواثيق بأفعال قطاع الطرق. ولأن الاتحاد الإفريقي يضم في عضويته الجمهورية الصحراوية كعضو مؤسس، أعيد العلم إلى مكانه، واستؤنف الاجتماع وكأن شيئاً لم يكن… أو كأن ما جرى مجرد استراحة كوميدية قصيرة في مسرحية إفريقية طويلة. لكن المؤكد أن تمزيق علم لا يلغي دولة، وأن سلوك الزريبة لا يصنع شرعية. فالدول لا تُبنى بوقاحة المخابرات، بل بشرعية الشعوب.